26 - 06 - 2024

مؤشرات | ملف روتاري مازال مفتوحا (1- 2)

مؤشرات | ملف روتاري مازال مفتوحا (1- 2)

في مداخلة مع برنامج "حضرة المواطن" للإعلامي والصديق سيد علي، حول الإنتقادات التي يتم توجيهها لنوادي (الروتاري) في مصر، ومدى تحمّلها مواقف منظمة (الروتاري) العالمي، خصوصًا السياسة والإنحياز الفاضح للكيان الصهيوني في الحرب على غزة،، طالبت بأهمية تبرؤ النوادي المصرية من هذه المنظمة ومواقفها المنحازة، وضرورة فصل نشاطها عن تلك المنظمة ورئيسها.

شعرت من كلام البعض أن هناك شئ ما وراء عدم اتخاذ موقف يحقق للنوادي المصرية الإستقلالية التامة عن أي شبهات في ظل هذا "الحبل السري"، بين نوادي مصرية تخضع لقانون الجمعيات الأهلية المصرية، وتحت إشراف وزارة التضامن الإجتماعي، ومنظمة دولية، صحيح أن لها دستور يحدد نشاطها في كل ما هو إجتماعي وإنساني ومجتمعي، بعيدًا عن الدين والسياسة.

إلا أن هذا الجزء الأخير لم يتحقق وتم خرقه من جانب رئيس منظمة روتاري الدولية (جوردن ماكينالي)، عندما أعلن موقفًا واضحَا ينحاز فيه للكيان الصهيوني المحتل في حربه على أهلنا في فلسطين، والذي راح ضحيته ما يقترب من 37 ألف شهيد، وأكثر من 70 ألف مصاب، وتدمير أكثر من 80% من البنى التحتية في قطاع غزة، والغالبية من منازل الغزاويين، في جريمة لم يشهدها العالم في العصر الحديث.

والقول أن هذا الـ"ماكينالي" قد اعتذر عن تصريحاته ومواقفه، هو قول مغلوط، فلم يصدر حتى الآن أي بيان رسمي، يؤكد فيه تراجعه عن هذا الموقف المنحاز، بل الأغرب أن نرى من يدافع عن هذا الموقف الذي يتعارض مع الموقف الرسمي للدولة المصرية، والموقف الشعبي في مصر وعالمنا العربي، والعديد من دول العالم.

بل أن موقف رئيس المنظمة يختلف كليًا مع دستور روتاري الذي يركز على العمل التطوعي، دون التدخل في أي مواقف سياسية أو دينية، ورغم ذلك يصر البعض على توصيف ما حدث بأنه غير مقصود، وأن الرجل إعتذر عما قاله، ولكن هذا لم يأت في أي بيان أو تصريح رسمي مكتوب.

الإجماع العام بين كل من اعترض على موقف (جوردن ماكينالي)، هو الابتعاد عن المنظمة الدولية رسميًا، وتغيير أسماء نوادي روتاري المصرية، اتساقا مع ما فعلته نوادي روتاري عربية مثل تونس، في موقف عملي احتجاجًا على الموقف المشين لرئيس المنظمة.

ومن هنا ننتظر من وزارة التضامن الإحتماعي، أن تتضامن مع مواقف المحتجين على موقف (جوردن ماكينالي)، والذي خلط فيه بين العمل المجتمعي الإنساني، والموقف السياسي، وذلك حال طلب تعديل أسماء نوادي روتاري مصر، وإيجاد مخرج قانوني لذلك.

الوقائع تشير إلى أن الغموض يسيطر على مواقف من يدافع عن تصريحات (جوردن ماكينالي)، وهو ما يثير تساؤلات مهمة منها، هل هناك مصالح وراء التغاضي عن ذلك؟، وما السر وراء التورط في موقف يراه البعض أنه غير وطني في قضية تتعلق بحرب إبادة ضد أهلنا في فلسطين؟.

والشفافية كانت تتطلب أن يتم الإعلان عن موقف رئيس المنظمة قبل زيارته لمصر ضمن جولة إفريقية، في أعقاب الإعلان عن موقفه المنحاز للكيان الصهيوني، قبل ترتيب لقاءات رسمية مع وزراء مصريين وأمين عام جامعة الدول، والتي لم تنشر خبر وصور اللقاء على موقع الجامعة الإلكتروني، حيث أكدت الجامعة أنها لم يكن لديها أي معلومات عن الموقف المناقض لموقف الجامعة من العدوان الغاشم من الصهاينة على قطاع غزة.

ومن الأسئلة المهمة، لماذا لم يتم إجراء حوار موضوعي بين الأعضاء في نوادي روتاري مصر حول زيارة رئيس المنظمة، والإعتذار عنها، أو الإكتفاء بزيارة عادية، بدلاً من أن تتحول إلى احتفال واحتفاء في ظرف سياسي غير طبيعي عربيا وقوميا.

من حقنا ومن حق كل من له موقف من تصرفات وتصريحات (جوردن ماكينالي) أن تكون هناك إجابات شافية على كل التساؤلات حول المواقف الغامضة من كل ما يتعلق بما جرى قبل وأثناء وبعد زيارة رئيس المنظمة الدولية لمصر، وتجاهل مواقف أكثر من 200 عضو بنوادي روتاري مصر، وهل بالفعل تم التدليس على مسؤولين مصريين خلال ترتيب اللقاءات بين (ماكينالي) ووزراء مصريين بينهم وزيرا الصحة والتضامن؟!.

ملف روتاري وزيارة (ماكينالي) سيظل مازال مفتوحا إلى أن يكون هناك ردود مقنعة، بعيدًا عما يقال من أن هناك مصالح لأطراف محددة يعملون بكل قوة للحفاظ عليها. (يتبع)
--------------------------
بقلم: محمود الحضري

مقالات اخرى للكاتب

مؤشرات | 19 كلمة لوزير خارجية إيران تثير القلق





اعلان